الأحد، 23 أكتوبر 2016

القصة القصيرة جدا


مبايعة
                        

كانت بيده اليسرى قبضة من البرسيم ,و بيده اليمنى حفنة دولارات,و كان يتبعه حماره و كثير من الناس .



قطط و قطط 

استيقظت من نومي مذعورا جراء عراك شديد بين القطط
ناحية الشمال , و أصوات أناس متخاصمة , تتعالى أصواتها بالتهديد , و الوعيد ناحية اليمين .
نهضت من فراشي ,و خرجت إلى الشارع مستجليا الأمر ..
كانت القطط تتعارك من أجل بقايا طعام في الحاوية ,
و أما الجاران , فقد كانا يتخاصمان من أجل الاستلاء على قطعة أرض مجاورة
مات صاحبها البارحة .




ركوب الكبار 


قفز فأر صغير على ظهر فيل ضخم
لم يشعر به هذا الأخير..
اصطفّت جموع من الفئران الصغيرة تهتف بحياة
الزميل !


مداعبة
بينما كان أوباما يداعب قطته المدللة بلغ إلى مسامعه أن إنفجارات قد حدثت هنا و هناك
فترك القطة و بدأ يداعب الخرائط و الدول


الخميس، 20 أكتوبر 2016

مدونة الشعر : قصائد النثر



1-تمهّل قليلا         



شعر



المختار محمد الدرعي









كنتَ وحدكْ


لا أثر على أدِيم ذاك الليل غيركْ

تُصادقُكَ اليقظة

و يُلازمُك وجع نهار مضى 

يُحيلُ بينك و النعاس... 

كأنَّ على وجهك 

مَلامحُ سماءٍ ستُمطر 

كأنَّ في رأسكَ دوي سحاب

و شوارع تغرق و 

تغرق ...

و أنت تطفو على سطح الفوضى

تركب حشدا من ورقات 

مُمْسكا جُذع قلمٍ ...

ترسم 

القمر عالقا بنافذة على يمينك

و ليلةً كم كنت تتمناها هادئة على شمالك ...

ترسم على ترسبات الذاكرة 

مرجا أخضرا , شياها , و رعاة 

و تمحو الخراب 

و كم كنت دائما تمنعطف في قصيدتك 

بعيدا عن أشواك الطريق

و عن حواجز الهلاك 

لعلك تنجو لتحيا ليلة قادمة

و ترسم على ورقات أخرى 

قصيدة أخرى و وطنا آخر كما ترضاه




حتى مطلع الفجر : شعر المختار محمد الدرعي
يوتوب من تصميم : الأديبة المصرية منار يوسف
في الليل دائماأعد للزائر مائدتي :
التبغ , القهوة, الفانوس و القصيد
و حين يطرق الباب ضيفي : الوجع
أدعوه للعشاء ...
تلوك أضراس الذاكرة
ألف فكرة و ذكرى
و أرسم بالقلم دائرة
تمر عبرها الأزمنة....
أمتطي قطار المعنى
أعبر القارات الخمسة
رأسي : قارة سادسة ...
في الليل
تأوي العصافير إلى غرف نومها على أغصان الشجر
و تأوي الكلمات إلى أعشاشها على سرو التأويل..
في الليل دائما أسرح في جراح المشردين
تقبض شفتايا على الكلمات ذاتها
تطل على لساني غربان القصائد ذاتها :
كانوا كلهم ذئابا يدعون حسن النوايا
أمام حشود الخرفان الصغيرة ...
كل المدن طالها الوباء الآن...
رأيت الجدران تتقيأ الحجارة و الإسمنت
رأيت الشوارع في النزع الأخير من أحذية المارة...
رأيت نجوما تأوي إلى بيوتها السماوية ...
و رأيت نجوما على أكتاف
ذوي الرتب العالية و الشرطة
تلمع في ظهيرة القتل
فغسلت قميص كلامي
و علقته على حبل الصمت ...
أعلنت ولائي للتراب دونهم ...
لا أحد يسمعني الآن
لا أحد أسمعه الآن
وداعا ....





3- ربيع المدينة شعر : المختار محمد الدرعي


ربيع المدينة






شعر




المختار محمد الدرعي






الفصل شتاء برأسي ..



رياح المدينة



تكسر صفصافة البال



تذرو تراب الطمأنينة



و تولول في فيافي الذاكرة



كل الذين سقطوا



سدوا طريق الذهاب إلى النعاس



و ناموا جثثا من حيرة في خيمة القلب..



أفواه البنادق تقول رصاصا



الشهيد قمرا يسقط من سمائه للتو



و العشب كلبا يلعق الدم



و آخر الوصايا: لتعلو أبراج العناد



و صومعة الغضب



ليسقط الظلام من كبد الضياء



ليغسل القمر وجهه من غيم السماء



وليترجل ذات ليلة كعادته في مياهنا...



لتخرج حناجر الديكة ذات فجر



من سجن الهدوء الموفر للسلطان



و ليعلو صوت المؤذن بعيدا



عن أمقاص الإزعاج ...



لتبكي الشمس ذات صباح



نورا



وتغسل ذاكرة المدن من بارحة الدم...



ليمضي الظلام عاريا من ثوب المدينة



وحيدا يرتدي قميص الجريمة ...



شكرا لكل الذين



ربطوا قدم التاريخ



إلى لسان الحروف



و كشفوا للآتي



خراب الريح و فضل المطر








4- مساء الحنين : شعر المختار محمد الدرعي 
ترجمة الأديب السعودي : سامي جميل 

5
تحط طيور الأرق على عشب رأسي
تفر فراشات النعاس من على زريبة رموشي
تحيط برأسي ثعالب الذكريات ...و إشتياق الوطن...
تقاسمني وسادتي
تشنقني و ترميني خروفا جاهزا لذئب اليقظة
ياخذني قلمي من بين فكيه
يفرش لي بساطا ...
أمتطيه ...أطعمه عشب الذاكرة على أرصفة اللغة
و سعال حنجرتي صوتا للنهيق
و حين تدوي سحب المخيلة
يجهش حبرا و كلمات
تتدحرج صخور المعاني من رأسي
الى سفح اللسان
لترسم تمتمة على شفاهي: أحبك يا وطني....
أعود وراءا في طريق العمر..
أجلس تحت شجرة الطفولة
تستحضرني ساعات القيلولة
أستل سكين التاريخ
أسلخ الماضي و أتربع
على جلده
أشعل كانون الذكريات
أطهو الحاضر شايا بلا سكر
و أمضي في زقاق الليل
حتى شارع الصباح.....
ليتها الحرباء تعيرني لون الفرح ...
كانت حاضرة تتسلق برأسي شجرة
وكنت أتسلق حذوها الكلمة
ليتها تعلمني الأخضر و البنفسجي
كي أصبغ العتمة على ربوة فراشي....
ليت ألمي حذاءا
لأهرب حافيا منه
ليت وطني قمرا
لأكون تمثال الزمن المحدق فيه
ليت ...ليت


Evening of nostalgia

Birds of insomnia landing on the grass of my head
Drowsiness butterflies fleeing from over my corral eyelashes
Memories' foxes are encircling my head
And Homesickness is sharing my pillow with me
Hanging me, and throwing me a prepared lamb to the awakening wolf
My pen takes me off his jaws
Spreads a carpet for me
Riding it … feeding it memory's grass on the pavements of the language
And my throat coughs are a sound for a bray
And when the reflection clouds blare
Weeping ink and words
Meanings' rocks are trundling from my head
To the tongue's hill
To draw a stammer on my lips : Love you my homeland
Going back in the way of life
Sitting underneath the childhood tree
conjuration the hours of the nap
Whop the knife of the history
Strip the past and sit cross-legged on its skin
Fire up the hearth of memories
Cook the present a tea without sugar
And I proceed in the alley of the night
To the morning's street
Would the chameleon lend me the joy color
It was present climbing a tree in my head
And Imitate it, I was climbing the words
Would it teach me the green and the purple
To color the darkness over my bed's eminence
Would my pain be a shoe
To runaway bare feet
Would my homeland be a moon
To be the time statute that staring at it
Would it be
Would it be








5- تلوث : شعر المختار محمد الدرعي


تستوطن عناكب الجنون صوامع أحلامنا

و ترتدي شوارعنا بدلة الشموخ

على أنقاض هياكل العشب ..

ها قد بلغنا حضارة السحاب

عند الطابق المئة من البناية ..

لا محبرة تعيدنا إلى زمن الخربشة

على جلد شاة

أو على سعف نخلة ..

لا طير الآن يعرج إلى سمائنا غير حشد من الأدخنة

و سرب طائرات

حتى الغراب غدا مهاجرا منذ أن علمنا كيف نواري جثة أخينا ..

كل الفكرة صارت تؤدي إلى وطن بلا نخيل ..

إلى حدائق تجردت من قمصانها الخضراء

أمام زائريها

إلى مراكب اغتالت بغالنا و الإبل

و أخذتنا ككائنات أخرى إلى

أسوار خلف القمر ..









6- آخر حدود الطعنة  :المختار محمد الدرعي


مثل قمر عرَّش على وجهه ذباب الغيم

مثل ساحل أمَّ صباحاته وحش الضباب

مثل طير يحمل تواقيع سنين عجاف

ينبش في رماد الحرائق عن وجه آخر للحياة ...

أقرأه في ملامح حبري

و أراه مستلقٍ على ورقي

متوسدا كيس حلم قديم ..

أراه

يعاقر الحيرة في حانة إنتظاري

يتلوى سكرانا على بلاطات

الممرات العابرة بين منابر الخطابة

و سعال البنادق...

أراه يحتسي الكبوة و القهوة معا

على أرصفة المساءات

المعبأة بالسحب الكاذبة

و يحصي أعداد العابرين إلى الآخرة :

هذا جسر مكسور القوائم ..

هذا شارع مطعون في الخاصرة ..

هذه جثة مدينة متعفنة تحت الحطام

و هذه بقايا عناوين

محمولة على أعناق ساكنيها

تسير شمالا أو جنوبا على الهامش الممتد...

أي ليل أخفى شمسك في جيب معطفه

و تاه في المجرة ؟

أي ربيع هذا الذي جعل وجهك ورقة صفراء

تسقط قبل خريف الحضارة ؟

و أي وحوش تلك التي تترصدنا

عند منافذ ساعاتك و ثوانيك.......؟

لا شيء الآن... لا شيء

تتنبأ به نجومك البعيدة

غير أن نذبح صمتنا قربانا

لهذي القصيدة



7- على قارعة الصباح


شعر : المختار محمد الدرعي




كعهدي القديم

كل صباح أشرب قهوتي

في فناء القصيد...

كل صباح

أسرج قلمي دابة للرحيل…

بالكلمات أطرق أبواب الجهات

و بمطرقة القصيد أكسر زجاج العالم

فأسمع رَجْعُ صَدى

أناتِ الفصول و نحيب العناوين ...

كعهدي القديم ألوذ بي

كل يوم جديد

أطل على ربوة رأسي محدقا :

صخب كل الجهات

ضباب ..ضباب

كل هذا العالم ....
.............
كعهدي القديم

أنزل من بطن البارحة

عند كل فجر جديد

أحثو على بساط ورقي..

يتصبب قلمي حبرا

و أتصبب تأملا

أسافر بعيدا دوني..دون وجهة...

كم مرة

عبرت بوابات المعارك القديمة

فضاعت راحلتي و سرقوا غنائمي

كم مرة

يقتلني القراصنة في طريق الذهاب إلى الأمنيات

أو في طريق العودة إلى مدائن الطموح

كم مرة

يطعنني الأنكسار غدرا

و يمضي...

كعهدي القديم

هكذا

أسافر حائرا

إلى صخب الأرصفة و منابع الضجيج

باكرا مع الرعاة و الكادحين



8-البواب / المختار محمد الدرعي



تعالي أيتها الكلمات طيور هاربة من سكين

و من أقفاص

حطي على غصن الشفاه

و حجر اللسان

أرعي غابات إكليل الغضب وصنوبر العناد

أشربي من غدير الإعتصام أو الدم

لا يهم عدد المصابين

أو الذين سافروا إلى مدن الدود

لتكن الشوارع زوابع...

جعلوا لشفاهك أزرارا كمعطف

و لفمك بوابا كقصورهم

كلابهم أقراط حراسة على فتحات أذنيك
أي صوت تسمع ؟...ماذا
قالت لك الذبابة العابرة فوق رأسك حين طنت ؟
ماذا هتفت الناموسة التي عبأت جرابها من دمك
و غنت احتفالا...
نحن لا نستسلم
سوف نشتري فاكهة الحرية
بدرهم النصر أو المقبرة
لا يهم عدد قتلانا
النمل يموت تحت أقدام الأرصفة
ويتكاثر..
كلنا تفاؤل
نقشر دائرة الحياة
نأكل برتقال الوقت
و رمان اللحظات
نكتحل بالشعاع
في ليلة بلا قمر
نفتح ثقبا بالصدر أو نافذة
للضوء
و نبتسم مثل صباح
لوطن قادم على مشارف فجر
نربط الوجع بمنديل أبيض
نعاقر الشاي والأسبرين للتسكين
و نكمل المشوار جرحى

أو مساجين


9- ضياع









يقلقني مساري اليومي

في ممرات تؤدي
إلى غرف الذات و زنازين الحيرة …

يؤلمني نهر يأكل أطراف المدينة
و سيول عابثة تدوس بأقدامها المائية على قداسة الجغرافيا
و القرى النائية الفقيرة ؟
يقلقني سقوط حشد من الصنوبرات الصغيرة
بمنشار
الباحثين عن خشب جيد

تحيرني الشمس حين تمارس كل مساء
لعبة الإختفاء وراء الجبال
و الأبراج العالية
ليقيم الليل مهرجانا للحلكة…؟
أسألني مرات عدة ما الفرق
أن تنام في غرفتك
أو في قبرك القريب منك مرمى الرصاصة ؟….
أحيانا تداعبني يد من فرح قديم
و أحيانا يؤلمني مسمار في خشب النهار
و سؤال عن قافلة تاهت..
ضلت طريقها إلى


واحة العشب و الماء









10- ورقات من دفاتر القلب 


يدفعني بزوغ الشمس إلى بركة اليوم الجديد , حيث الوطن ..المطار , و سفر الحنين بدوني.. أتخبط ,ألتقط الأنفاس و النجدة..أتشبث بأمنية على حافة النهار ..أصنع ابتسامة لأمحو ثوب الليل من على ملامحي ..أستل حبلا من أوردة قلبي ,و أربط كلب اليأس بعيدا عن خيمة الذاكرة, أهديه عظما من موائد صمودي... يحطني الليل عصفورا مبللا على غصن إغفاءة ,بين هدير المحركات ,و عيون المصابيح الجاحظة في وجه الشارع ,يزجّ بي إلى بوابة نعاس مغلقة.... تتطاير فناجين القهوة المرّة أفواجا إلى رأسي ,تمزق جواز سفري , و تأشيرة دخولي إلى أرض النعاس ,تحتجزني في مطار الانتظار من الصباح إلى الصباح حاملا حقائب الأرق...السجائر عساكر بيض ترسو على بوابة الشفتين , و تضرب القلب المتهم بمحاولة تهريب الأكسجين إلى أوردته ... يصيح في رأسي ديك المنبه عند مشارف الفجر , يأخذني عنوة من البارحة , حيث تقودني قدماي إلى حذائي , ليجرني حبل الأمل إلى زحمة الأرصفة ..إلى كانون الشمس الذي يطهو لحم الأرض ,منذ أول التاريخ ...إلى ذيول السيارات التي تشحن الذهب الأسود للرئتين بلا ثمن , و إلى يد الريح التي تطعم عيناي سكر الأرض الأحمر....

هكذا تداوي الجدران جراحها بالإسمنت ,وأرمم بناية قلبي بحجرالتوق للغد ..أدق جداره بمطرقة الأمنيات

و أشد ركائزه بحديد الجميل من الذكريات....











11- حصاد الليل : المختار محمد الدرعي



أقطع عصا من شجر الغياب
أهش على ذباب انكساراتي
المتدفق على سكر القلب
أقطع لرجلي مسلكا في ثنايا التوق
أقود على الأرض خطايا
وأسوق في صحراء البال قافلة من أمنيات

أبحث عن مراعي تصادفها الغيوم..
أدمن الترحال ...
أعود من تضاريس صمتي
إلى سهول الكلام..
في خريف الشعر
أدق خيمتي ليلا على أرض دفتري
أزرع نبات الأحرف
أغذيه من أمس الذكريات
تعلو سنابل اللغة في رأسي
و رائحة الحصاد بذاكرة أنفي...
تصفعني الأخبار فجأة
من ضفة قلبي البعيدة
تقول لي الريح :
مات صديق و فاض نهر
سقطت شجرة كنت أصادقها
سقط نظام و رئيس
رفض الغيم البكاء على جسد الحقول
ماتت شجرة تين و غابت لوزة
هجرت بساتيننا العصافير...
كل الأخبار و الأسئلة:
قطط من حيرة
تجوب شارع الخيال
تقول لي : لا تنام ...لا تنام
صار لا وقت لوقتي
إختلط الصباح , الغروب , و منتصف الليل
ولا أعرف أمازلت قابعا في الأمس
أم أنا في هذا اليوم


12- نحب البلاد



صباح جريح...

نهار يتوكأ على

عصا تتلوى في يد الريح

غيوم تصفع بكفها وجه الشموس

فوانيس ذابلة

تتقاسم و المدينة الفتور...

صياح آت من أزقة تتثاءب... لم تنم ليلتها

وقت يحث الخطى نحو مساء

مثقل بالعواصف و المجهول

هذا الصباح خال من الباعة و المارين

لا أحذية تطقطق على الأرصفة

لا سيارات تدوس جسد الطريق الطويل

لا دبيب نملة أمام بابي

لا أثر لأقدام نَومٍ على الرموش

المُكتَحلة بالإزرقاق

لا زقزقة صباحية على شجرة تعانق نافذتي

لا هديل حمام

لا صوت يعلُو فوق الرعب

و أناشيد الرصاص ...

كلب الظلمة مازال يَلْعقُ بقايا الضوء في أرجاء الديار

مازال يركب عاصفة ...

يردد على لسان صاعقة : لا رجوع لا رجوع ...

من يمسح دمع الشوارع الأحمر ؟

من يمحو تواقيع العناكب من على لعبِ الأطفال

و الأبواب الموصدة ؟

من يعيد للساحات صخب الصبية ؟

و للأشجار زقزقة العصافير

من يعيد تسَكُّعِ الضحكات على الشفاه.. من ؟

من يفكّ عن الألسن الأقفال




كي نغني نحب البلاد.... نحب البلاد 

13- بين أسوار الوطن 

الليلة ملبدة سمائي بغيوم
الغائبون الحاضرون
الأشجار , المدينة , ..إلى آخر حجر كبير في زاوية
...
في ذاكرة العين : ريح
ترتب شعر زيتونة راقصة
في ذاكرة الخيال : إمرأة
فتحت باب القلب ذات عام
في ذاكرة الأنف : رائحة الغاب
في ذاكرة الأذن : نباح كلب في الأحراش
في ذاكرة المدن : شيخ
يتوكأ على عصا الزمن
و يمشط أرصفة المدن
أبي يقبع على جبيني يرقب غيمة
و أرضا بلا مطر...
الجميع يفترشون بساطا في رأسي
و أنا وحدي على بساط الليل
فوق الأرض و تحت القمر
أحاول صقل السكين
و ذبح الألم
عيدا للنسيان....
ألف مرة أرتب ذاكرتي للسفر
ألف مرة أجرب ركوب رياح أخرى
بعيدا عن الشجن
إلى أزقة تنتعل أحذية الفرح
إلى شوارع ترسم
على جنباتها لغة الغزل...
فتأسر قلبي رياح الحنين
و أعود باكيا للوطن



14- تأملات 



كان المساء أشلاء ..
يشكل الغيم ابلا
ترعى عشب السماء ... أستحضر
أم بعيدة ...و مدن تحمل الأرصفة و الذكريات ..
ها كل الأوجاع :
كلاب تنبح في أزقة الذاكرة
كان الأمس :
ذئب يعوي
في أدغال الوقت
وراء قطيع أمنياتي
و وقتي الطويل :
يصنع من الملل
أنشوطة لاغتيالي
و سلاحي
جريدة قديمة ’
قهوة باردة و سجائر تجلد القلب
خيالي :
عصفور :يبني من قش الذكريات أشاشا

على شجر التأمل ....
تمر بعيني قوافل نوق
و سرب طائرات,
كوخ صغير
و ناطحات السحاب
تمر كل الفروق....
كل التناقضات...
ومسائي يتثاءب
مثقلا بنسائم البلاد...
رائحة تنور أمي
تعبر الشمال .. التضاريس و الجبال
تستوطن على تلة الحدقة
في مرج العينين...
وحدي أقاتل الغياب
برماح الذكرى
وأ قواس الكلمات


15-تلة أو حجر 


إنفجارات توقظ الليل البهيم

من على سرير السكينة و الحذر

جدار على يسارك ينحني فجأة

قطة تنال الشهادة

دون أن تنتفض...

وراءك مجد و أمامك أذيال خيبة

في خاصرتك طعنة و على جبينك الذكرى

فوقك القمر و أمنيات عالية

في خيالك فجرك مقبل على خطى حلزونة

في ذاكرتك المتنبي و في سلة نسيانك المعري

و في قيلولة مراعيك البعيدة

عشبة يابسة و نعجة هزيلة

يستجديان على أرصفة السحاب دمعات غيمة لا تبالي

كل الرعاة أهدوا نعاجهم وليمة للذئاب

و ناموا يتنظرون الغد...

هناك في غابة عند الوحش

طائر و أغنية يدافعان

عن عش و غصن

عن أم و فراخ

هناك في زمن تكسرت فيه عقارب الساعات

ديك يتأبط صيحة و دفاتر صلاة ضاعت أوقاتها

يبحث عن فجر ضائع ….

كل الأسئلة تنبت شوكا

على شفاه هذا العالم الداكن بالحيرة

زيتونة في الحقل بلا طموح



صفصافة بلا ظل في الظهيرة ؟

طفل و رصاصة عابرة يلتقيان من غير موعد

على موائد الآخرة….

يقولون الشمس لم تغير المسار

لم يهدأ السلطان

العالم صار بركة من فوضى

..مهلا يا مطر الدم

ليت أمي ربوة و أبي الجبل

و أنا طفلهما: تلة أو حجر

مهلا يا وطن…………




16- لحظة ندم 


أحببتك عاما 
وهجرتك عشرات 
صادقتك حربا 
وخاصمتك حروبا 
ذكرتني عمرا 
فذكرتك لحظات ..
وسلكت دروب الأرض 
علك تقتفي لي 
أثر قدم 
فكانت ورائي الرياح 
وفتشت ردم الزمان عاما عاما 
علك تعثرين لي عن سر 
فكانت كل أوقاتي سجينة 
وكل أسراري في زوايا مستحيلة 
وحتى الحروب التي خضتها 
مع قلبي
 لم تفارق ساحة الوغاء :صدري ...
أنا تعلمت الجفاء والبكاء من غيم السماء
وتعلمت فن تمويهك في لهوي وتيهي
حتى إغتلتك بسيف اللامبالاة
عندها هرولت مسرعا 
وفي منعرج مظلم من زقاق القصيدة 
نعيت ضحيتي سرا 
لأني لم أقتل سوى من أحببت 
سوى من أحب




17 - شغب الايام : المختار محمد الدرعي


أنزل صباحا في الزحام
منتعلا حلمي على الأرصفة
أدخل الأسواق
أشتري يومي بالذكريات
ألوذ مني إليَّ
أبيع أمنية لأشتري خطوة مقبلة
أرمي أٌخرَى على الرصيف من ثقل
و أمضي ملتفتًا إليها..
أقتني أدواتي على غفلة مِمَن ورائي....
أعود من النهار
أطرق الباب
و وحدي أفتح الباب
أقول السلام
و عليَّ أرد السلام
يحتضنني الفراغ
تصافحني صورة قديمة على جدار
جريدة صفراء
و نافذة عليها تواقيع الريح و الأمطار
أخلع تعبي و نعلي
أٌُسندني ميتًا يرَدِدُ الأنفاس
تقبِّلني وسادتي
تبدأ ضوضاء النهار غناء الصراصير برأسي
أمتطي الغياب على حين غفلة من شغب
يسافرالخيال وأبقى وحيدا في المكان
كل الوحوش الضارية تجتمع بغابة رأسي
و حين تَفْترِسنِي ...أَصْحو
لِأَمْضِي وحيدًا في لَيْلِ اليقظة
إلى شغبِ اليَومِ الجديد
و مطارق أخْرَى تصْقِل برأْسِي الحَدِيد

مدونة الأدب الساخر

غزوة بني جحش  : المختار محمد الدرعي


يا قوم ..يا قوم ..يا قوم : إن أمير المؤمنين جابر إبن هاشم بن خويلد بن ثعلبة بن عمر بن مصعب بن جحش بن طارق بن زياد....(إلى آخره) يدعوكم غدا للتجمع تحت شجرة التين قبالة بيته لمبايعته على القتال ضد الإفرنج و الروم و فتح الأندلس من جديد ..هكذا نادى فينا (شاويش) و خادم أمير المؤمنين رجب إبن مسعود بن مسعور بن مرة من قبيلة بني كلب في السوق على طريقة أجدادنا الأولين بعيدا عن إعلانات الفيس بوك و تويتر و رسائل الجوال أو التلفزيونات و( الواتس اب) لقد كان أمير المؤمنين جابر حريصا على التشبث بالماضي و الإقتداء بالأجداد ...في الغد كان الجميع في الموعد تحت شجرة التين ..جلس أمير المؤمنين على منبره المتمثل في صخرة عليها جلد شاة و جلسنا نحن القرفصاء ناصتين إليه باهتمام يقول أمير المؤمنين في خطابه : أيها المجاهدون (البلاشغلاوش) عفوا الأشاوس لقد إنحرفت الأمة حين تخلت عن السيف و الرمح و الخنجر و الدواب في قتالها ضد أعدائها فهذه الأدوات كلها خير و بركة وهي التي أباحها لنا الإسلام دون غيرها أني أدعوكم اليوم إلى العودة و إنتهاج نفس الأساليب التي تمكن بفضلها الأجداد من الإنتصار على الأعداء عودوا لنكن على منوال عنترة إبن شداد و قيس إبن الملوح و ..و ..يا قوم : جهزوا خناجركم , نبالكم , رماحكم , أقواسكم و دوابكم و هيّا لنستعيد الأندلس ...رددنا وراءه جميعا : الله أكبر, الله أكبر نبايعكم يا أمير المؤمنين تحت شجرة التين على السمع و الطاعة ..
(بالروح بالدم نفديك يا أمير المؤمنين جابر بن زياد ) بعد ذلك ألقى سيدنا جابر في يد كل واحد منا (صرة )بها بضعة قروش ثم أمرنا بالإستعداد للزحف على بلاد الإسبان في القريب العاجل ... عدت إلى البيت ,إشتريت جحشا صغيرا لأني لا أملك لا ثمن حصان و لا ناقة , صقلت سكة محراث قديمة لأصنع منها شيئا يشبه الرمح ثم ذهبت إلى الحداد ليصنع لي سيفا و في اليوم الموعود :يوم الزحف ركبت الجحش , كانت رجلايا تلامسان الأرض و قربة الماء من جلد الماعز متدلية على ظهري و الرمح بيساري و صاع من تمر مربوطا يتدلى على صدري هو زادي شعرت أني كمقاتل في العصور الأولى من تاريخ البشرية .... ها أنا أخيرا أقف أمام بيتي ممتطيا الجحش لأودع أهلي : رفعت السيف بيميني إلى الأعلى ثم رددت بأعلى صوتي قول المتنبي : الجحش و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم : يا معشر الجن و الإنس أني ذاهب للقتال في بلاد الإسبان قريبا سوف تكون المغنية الإسبانية الشهيرة شاكيرا في أسري سوف نخيّرها بين أن تغني و ترقص بالنقاب أو أن تدفع لنا الجزية وهي صاغرة , كذلك كل لاعبي ريال مدريد و برشلونة بما فيهم ميسي الاعب الأغلى في العالم ثم أنطلقت مُكِيلا للجحش ضربات لاذعة بالسوط , إلتقيت و الجماعة على شاطئ البحر الذي سنعبر منه لغزو الأندلس , وقف أمير المؤمنين جابر بن زياد شاهرا سيفه قائلا على طريقة القائد طارق إبن زياد :أيها الناس البحر من ورائكم و العدو من أمامكم و لا مفر لكم من القتال و النصر ثم إمتطينا الزوارق و خضنا عباب الموج و ما هي إلا لحظات حتى طوقتنا فرق حرس البحرية الإسبانية من كل جانب و قُبض علينا جميعا ليحتجزوننا كالخرفان لعدة أيام في مأوى خاص بأولئك المساكين الفارين من بلدانهم في نطاق (الهجرة الغير شرعية )بحثا عن لقمة العيش.. لم نجد من الإسبان سوى الطيبة و كرم الضيافة... لقد مكنونا جميعا من العمل و الوظيفة بما فينا أمير المؤمنين الذي كان يحثنا على القتل و الإرهاب بإسم الدين مستغلا حاجتنا..
طاب لنا العيش هناك و صرنا نلتقي في عطلة نهاية كل أسبوع مع أمير المؤمنين جابر بن زياد الذي حلق لحيته الكثة و صار يحثنا على الذهاب معه للحانة و هو لا يكاد يصحو جراء معاقرته للجعة و للنبيذ الإسباني المعتق
أخيرا صحوت على أصوات الباعة المجاورة ..الحمدلله لقد كان حلما لم يكن حقيقة تصوروا لو لم يكن حلما ماذا سنفعل بالسيوف لو رجمتنا طائرة بالقنابل لتجعل دماءنا تختلط و دماء حميرنا










رئيس جمهورية الغرفتين : المختار محمد الدرعي/ أدب ساخر




نمت باكرا على غير عادتي ,بعد أن ملأت بطني مما لذّ و طاب ...لا أتذكر يوما أني نمت فيه على جنبي الأيمن, أو التزمت فيه بآداب النوم, كنت دائما على غرار الكثير من أبناء أمتي ,كالخروف أنفخ بطني بالطعام في شهر الصيام ,ثم أتمدد حتى أغيب في الشخير ,و ما يتبعه من أحلام مزعجة و كوابيس مخيفة ... و من عادة أحلامي أن تأتي متشابهة ,و متقاربة, في كل ليلة... فإما أن أراني مهددا بالسقوط في بئر عميقة ,و إما أن أرى رجلا ضخما يمسك بهراوة و يهددني بضربة على الرأس ...و مازالت حتى الساعة, أجهل سبب هذه الكوابيس, أهي من انعكاسات ثورات الربيع على مخيلة المواطن العربي ...؟ أم هي جراء التخمة و بساطة الفكرة..؟ ترى ما بالُ أحلامي هذه الليلة..؟ لماذا تغيّرت .. لِمَ لَمْ تكن كابوسا مفزعا كسابقتها ..؟ربما لأن العشاء كان دسما أكثر هذه المرة ...أو ربما جراء ومشاهدتي لصور فظيعة و أخبار شنيعة, عن ربيعنا العربي من هنا و هناك.. تصوروا لأول مرة أرى في المنام أني رئيس دولة عربية غريبة الإسم ...و المفاجأة الكبرى أن أراني كذلك في زيارة رسمية للبيت الأبيض الأمريكي ..يا له من حلم لذيذ ليتني لم أستيقظ منه حتى أكون رئيسا مدى الحياة بعيدا عن الانتخابات الرئاسية و مطالبة الشعب لي بالتنحي ...تصوروا رأيتني في مطار واشنطن ..لم يكن ساعتها في استقبالي سوى عمدة المدينة و ثلة من رجال المخابرات الأمريكية السرية... بادلتهم التحية و سألتهم عن الرئيس قلت لهم : لماذا لم يأتِ الرئيس أوباما لاستقبالي ..أجابوني بالقول :أنت رئيس دولة صغيرة فقيرة من دول العالم الثالث هذا إن لم تكن من دول العالم العاشر و الرئيس أوباما لا يتشرف بك و لا بدولتك التي لا يساوي حجمها بالنسبة لأمريكا سوى بيت يتكون من غرفة نوم و قاعة جلوس ...ثم أدخلوني بعدها لغرفة عملياتهم المخابراتية و أملوا عليَّ شروطهم مقابل احتفاظي بالسلطة في بلدي و مد المساعدات لشعبي الجائع و العاطل عن العمل بإعاناتهم المسمومة بالتبعية و الخضوع...بعد خمسة أيام من توجيهاتهم و تهديداتهم لي عدت إلى بلدي... و بمجرد أن وطأت أقدامي المطار حتى عمّت الزغاريد و الطبول و الأفراح أنحاء البلاد و أعلن التلفزيون الرسمي لجمهوريتي العظمى : أن فخامة رئيس الجمهورية المختار محمد الدرعي قد عاد بطلا مظفرا من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن اجتمع بالرئيس أوباما و تحادث معه حول أمهات القضايا في العالم و اتفق معه على إيجاد الحلول الملائمة و الدائمة لها في أقرب الآجال كما اتفقا الرئيسان على بناء شراكة و تعاون تجاري و اقتصادي بين الدولتين العظيمتين ....و لم أصحو من حلمي إلا عندما أيقظني أحد أفراد الأسرة على الساعة الرابعة صباحا معاتبا بقوله : إن شخيرك قد عَلَى كثيرا هذه الليلة... أجبته: لا تخاطبني بهذه الطريقة أنا رئيس دولة الآن ...و ذاك ليس شخيرا بل هو حديثي مع الرئيس أوباما




كلب أعمال / المختار محمد الدرعي








كان لي صديق صاحب مطعم سياحي من فئة خمسة نجوم يقع بإحدى المناطق السياحية الفاخرة . و بحكم الجيرة كنت ألتقيه يوميا , فأبادله التحية و نتجاذب أطراف الحديث حول قضايا شتى ...و أذكر مرة أنه حدثني عن بعض رجال الأعمال الكبار و الوزراء الذين يترددون على مطعمه الفاخر و يسهرون حتى مطلع الفجر ..مطعمه الذي لا يختلف كثيرا عن الكباريهات , حيث تتوفر فيه أرقى أنواع المأكولات و المشروبات الكحولية و الراقصات و الفنانات المحترفات في إغراء و جلب أغنى أغياء الزبائن , و كان يصطحبني في الأثناء كلبي الشرس و المدرب على التصدي للأعداء . كنت و جاري دائما نجلس في ساحة المقهى المجاور حيث نترشف الشاي و يحاذينا الكلب .و مع مرور الأيام أُعجِبَ صديقي أيّما إجاب بكلبي و توسل لي كم مرة أن يشتريه مني فأبيت , فترجاني أن أعيره له ليلا ليساعده في الحراسة داخل مطعمه فوافقت . و صار كلبي يصطحب جاري كل ليلة للسهر و الحراسة في المطعم مقابل أن يتعشّى أرقى أنواع المأكولات هناك ثم يعيده لي صباحا . في البدء لم ألاحظ شيئا على الكلب عند عودته مع بداية كل نهار , لكن مع مرور الأسابيع لاحظت وجود احمرار بعينيه و بحّة في نباحه , حيث صرت أسمعه يردد حو حو بدل عو عو فسألت جاري : ماذا فعلت مع الكلب لقد تغيّرت طباعه و صرت أراه مترنحا في مشيته كل صباح ؟. فضحك صديقي و قال: لا تقلق عليه كل ليلة أكرمه أنت تعرف أن الكثير من أكلنا الأوروبي يُمزج و يُمرق بالخمرة . عندها عرفت سبب عودة كلبي يترنح كل صباح و يردد حو حو بدل عو عو إنه السكران السهران مع رجال الأعمال . ذات ليلة عزمت على زيارة مطعم صديقي من باب الفضول فرأيت بأم عيني كيف أن كلبي يأكل الطعام الممزوج بالخمرة و يرفع رأسه إلى فوق كما يفعل رجال الأعمال مرددا عوعو تماشيا و انسجاما مع صوت المطربة التي تغني موال ( يا ليل يا عين ) عندها إلتفت إلى صديقي و قلت له غاضبا :هذا الكلب أصبح كلب أعمال بحكم السهر مع رجال الأعمال ,من خالط قوم أصبح منهم , إن الطيور على أشكالها تقع .. لم تعد لي حاجة فيه خذه هو لك بلا ثمن , ثم انصرفت لا ألوي على شيء .





سيرة ذاتية لأحد الكبار



سيرة ذاتية

هو

من مواليد عام الطوفان

شاعر مغوار ,قاص مبدع ,و أديب عربي كبير , معروف على الساحتين : العربية , و الدولية , يكتب القصة , القصيدة الغنائية , يحرر عقود بيع و شراء العقارات , يكتب الخاطرة , يكتب تمائم لطرد الشيطان و إزالة السحر و التابعة , القصيدة النثرية ,و الموزونة...

يعالج مرضاه بالتمتمة..بالشعر العمودي.. بالأعشاب.. بالخاطرة ..ببخور الحرباء و الحنش و العفاريت ...

دائما يلقي قصائده المجلجلة,في المناسبات الثقافية الهامة , كحفلات الأعراس و ختان الأطفال ,على وقع الطبل و المزمار ...

صدر له عن دار ( طز ) للنشر و التوزيع ديوان شعري بعنوان : بيع الريح و الزوابع الرعدية للسفن الراسية في البحر.

صدر له عن دار الطرطور مجموعة قصصية بعنوان : حبك و الغرام

ترجمت جل أعماله الأدبية لأكثر من لغة و خاصة منها اللغة المسمارية و الطلسمية

حصل على عدة جوائز عالمية

منها جائزة : الخروف و الذئب العالمية للسلام

جائزة : جميلة الراقصة للآداب

و جائزة علي بابا و الأربعين حراميا للعلوم

تربى على يده الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الأدب : صالح , زيد , عمر , حسونة , خيرية , زهرة , وردة و

معمر... ( ليس معمر القذافي )


حمل العديد من الأوسمة لعل أهمها وسام الأوهام للإبداع الأدبي

هوايته

جمع الطوابع البريدية .. علب البلاستيك الفارغة ... الكلمات البذيئة

تبادل الصور.. الأراء و الرسائل الشللية....؟؟؟

الإستماع للأغاني الماجنة

و الرقص على إيقاعها




بقالة المتنبي : المختار محمد الدرعي






و أنا أتجول في شوارع المدن , يلفت انتباهي أحيانا ,وجود أسماء لامعة في عالم الأدب مكتوبة على لافتات المحلات التجارية و غيرها
مثل : بقالة المتنبي , المعري لبيع العطور , إبن خلدون لإصلاح الثلاجات , أمرؤ القيس للخياطة و التطريز ....
فتبادرت إلى ذهني فكرة , و تساءلت قائلا : ماذا لو يلجأ أدباء اليوم , إلى فتح مغازات ,و دكاكين أدبية ,يرتزقون منها ,في ظل تفاقم البطالة ,و التهميش في صفوفهم ؟ فنصبح نرى جنب دكان الحلاق : دكان القصة القصيرة ,لصاحبه زيد أو عمر ,و جنب ورشة إصلاح ماكينات الغسيل ,و الثلجات : بقالة العم مسعود للشعر العمودي .حيث يتولى بموجبه ,صاحب دكان الخاطرة , أو القصة , أو أي نمط أدبي آخر , تدريب الأدباء الشبان , و إصلاح نصوصهم , بمقابل يتناسب و أسعار المواد الغذائية في البقالة العادية, كالسكر , و الزبادي ,و الخبز , و بيض الدجاج , و غيره , أو أن يناسب أسعار ورش إصلاح
الثلاجات .... أليس هذا أفضل من استجداء الحكومات , عبر نصوص و قصائد المديح و التأييد باطلا , و بلا مقابل ؟






حكاية المشرف



التقيت به صدفة , كانت معرفتي به سطحية , إذ تعرفت عليه من خلال صديق لي , كان يحدثني , و كنت مشغلا بعض الشيء , بهاتفي الذي يرن , بين الفينة و الأخرى , و أذكر أن أذني قد التقفت منه كلمة مشرف , فأخذتها على أنه مشرف بإحدى الدوائر الحكومية , و قلت هذه فرصتك يا المختار !!! ...
سيحل لي مشكلتي مع الحكومة , و بدأت أقص عليه المشكلة ... المشكلة المتمثلة في كوني اشتريت قطعة أرض , تبين في ما بعد , أنها تقع في طريق عمومي حسب الرسومات العقارية , حيث منعتني الدولة من بنائها, لكنها في الآن نفسه وعدتني بالتعويض , الذي طال أمده ... قلت له : صديقي العزيز ,هل من الممكن أن تتدخل لفائدتي ,كي تمنحني الدولة قطعة أرض ,في إحدى الأحياء الراقية , بدلا من هذه التي منعتني منها ... فحدق فيّ مليا ثم قال : لقد قلتُ لك أني مشرف , بملتقى القصة القصيرة , في منتديات برق الليل ,و لست مشرفا مع الدوائر الحكومية