الخميس، 20 أكتوبر 2016

مدونة الأدب الساخر

غزوة بني جحش  : المختار محمد الدرعي


يا قوم ..يا قوم ..يا قوم : إن أمير المؤمنين جابر إبن هاشم بن خويلد بن ثعلبة بن عمر بن مصعب بن جحش بن طارق بن زياد....(إلى آخره) يدعوكم غدا للتجمع تحت شجرة التين قبالة بيته لمبايعته على القتال ضد الإفرنج و الروم و فتح الأندلس من جديد ..هكذا نادى فينا (شاويش) و خادم أمير المؤمنين رجب إبن مسعود بن مسعور بن مرة من قبيلة بني كلب في السوق على طريقة أجدادنا الأولين بعيدا عن إعلانات الفيس بوك و تويتر و رسائل الجوال أو التلفزيونات و( الواتس اب) لقد كان أمير المؤمنين جابر حريصا على التشبث بالماضي و الإقتداء بالأجداد ...في الغد كان الجميع في الموعد تحت شجرة التين ..جلس أمير المؤمنين على منبره المتمثل في صخرة عليها جلد شاة و جلسنا نحن القرفصاء ناصتين إليه باهتمام يقول أمير المؤمنين في خطابه : أيها المجاهدون (البلاشغلاوش) عفوا الأشاوس لقد إنحرفت الأمة حين تخلت عن السيف و الرمح و الخنجر و الدواب في قتالها ضد أعدائها فهذه الأدوات كلها خير و بركة وهي التي أباحها لنا الإسلام دون غيرها أني أدعوكم اليوم إلى العودة و إنتهاج نفس الأساليب التي تمكن بفضلها الأجداد من الإنتصار على الأعداء عودوا لنكن على منوال عنترة إبن شداد و قيس إبن الملوح و ..و ..يا قوم : جهزوا خناجركم , نبالكم , رماحكم , أقواسكم و دوابكم و هيّا لنستعيد الأندلس ...رددنا وراءه جميعا : الله أكبر, الله أكبر نبايعكم يا أمير المؤمنين تحت شجرة التين على السمع و الطاعة ..
(بالروح بالدم نفديك يا أمير المؤمنين جابر بن زياد ) بعد ذلك ألقى سيدنا جابر في يد كل واحد منا (صرة )بها بضعة قروش ثم أمرنا بالإستعداد للزحف على بلاد الإسبان في القريب العاجل ... عدت إلى البيت ,إشتريت جحشا صغيرا لأني لا أملك لا ثمن حصان و لا ناقة , صقلت سكة محراث قديمة لأصنع منها شيئا يشبه الرمح ثم ذهبت إلى الحداد ليصنع لي سيفا و في اليوم الموعود :يوم الزحف ركبت الجحش , كانت رجلايا تلامسان الأرض و قربة الماء من جلد الماعز متدلية على ظهري و الرمح بيساري و صاع من تمر مربوطا يتدلى على صدري هو زادي شعرت أني كمقاتل في العصور الأولى من تاريخ البشرية .... ها أنا أخيرا أقف أمام بيتي ممتطيا الجحش لأودع أهلي : رفعت السيف بيميني إلى الأعلى ثم رددت بأعلى صوتي قول المتنبي : الجحش و الليل و البيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم : يا معشر الجن و الإنس أني ذاهب للقتال في بلاد الإسبان قريبا سوف تكون المغنية الإسبانية الشهيرة شاكيرا في أسري سوف نخيّرها بين أن تغني و ترقص بالنقاب أو أن تدفع لنا الجزية وهي صاغرة , كذلك كل لاعبي ريال مدريد و برشلونة بما فيهم ميسي الاعب الأغلى في العالم ثم أنطلقت مُكِيلا للجحش ضربات لاذعة بالسوط , إلتقيت و الجماعة على شاطئ البحر الذي سنعبر منه لغزو الأندلس , وقف أمير المؤمنين جابر بن زياد شاهرا سيفه قائلا على طريقة القائد طارق إبن زياد :أيها الناس البحر من ورائكم و العدو من أمامكم و لا مفر لكم من القتال و النصر ثم إمتطينا الزوارق و خضنا عباب الموج و ما هي إلا لحظات حتى طوقتنا فرق حرس البحرية الإسبانية من كل جانب و قُبض علينا جميعا ليحتجزوننا كالخرفان لعدة أيام في مأوى خاص بأولئك المساكين الفارين من بلدانهم في نطاق (الهجرة الغير شرعية )بحثا عن لقمة العيش.. لم نجد من الإسبان سوى الطيبة و كرم الضيافة... لقد مكنونا جميعا من العمل و الوظيفة بما فينا أمير المؤمنين الذي كان يحثنا على القتل و الإرهاب بإسم الدين مستغلا حاجتنا..
طاب لنا العيش هناك و صرنا نلتقي في عطلة نهاية كل أسبوع مع أمير المؤمنين جابر بن زياد الذي حلق لحيته الكثة و صار يحثنا على الذهاب معه للحانة و هو لا يكاد يصحو جراء معاقرته للجعة و للنبيذ الإسباني المعتق
أخيرا صحوت على أصوات الباعة المجاورة ..الحمدلله لقد كان حلما لم يكن حقيقة تصوروا لو لم يكن حلما ماذا سنفعل بالسيوف لو رجمتنا طائرة بالقنابل لتجعل دماءنا تختلط و دماء حميرنا










رئيس جمهورية الغرفتين : المختار محمد الدرعي/ أدب ساخر




نمت باكرا على غير عادتي ,بعد أن ملأت بطني مما لذّ و طاب ...لا أتذكر يوما أني نمت فيه على جنبي الأيمن, أو التزمت فيه بآداب النوم, كنت دائما على غرار الكثير من أبناء أمتي ,كالخروف أنفخ بطني بالطعام في شهر الصيام ,ثم أتمدد حتى أغيب في الشخير ,و ما يتبعه من أحلام مزعجة و كوابيس مخيفة ... و من عادة أحلامي أن تأتي متشابهة ,و متقاربة, في كل ليلة... فإما أن أراني مهددا بالسقوط في بئر عميقة ,و إما أن أرى رجلا ضخما يمسك بهراوة و يهددني بضربة على الرأس ...و مازالت حتى الساعة, أجهل سبب هذه الكوابيس, أهي من انعكاسات ثورات الربيع على مخيلة المواطن العربي ...؟ أم هي جراء التخمة و بساطة الفكرة..؟ ترى ما بالُ أحلامي هذه الليلة..؟ لماذا تغيّرت .. لِمَ لَمْ تكن كابوسا مفزعا كسابقتها ..؟ربما لأن العشاء كان دسما أكثر هذه المرة ...أو ربما جراء ومشاهدتي لصور فظيعة و أخبار شنيعة, عن ربيعنا العربي من هنا و هناك.. تصوروا لأول مرة أرى في المنام أني رئيس دولة عربية غريبة الإسم ...و المفاجأة الكبرى أن أراني كذلك في زيارة رسمية للبيت الأبيض الأمريكي ..يا له من حلم لذيذ ليتني لم أستيقظ منه حتى أكون رئيسا مدى الحياة بعيدا عن الانتخابات الرئاسية و مطالبة الشعب لي بالتنحي ...تصوروا رأيتني في مطار واشنطن ..لم يكن ساعتها في استقبالي سوى عمدة المدينة و ثلة من رجال المخابرات الأمريكية السرية... بادلتهم التحية و سألتهم عن الرئيس قلت لهم : لماذا لم يأتِ الرئيس أوباما لاستقبالي ..أجابوني بالقول :أنت رئيس دولة صغيرة فقيرة من دول العالم الثالث هذا إن لم تكن من دول العالم العاشر و الرئيس أوباما لا يتشرف بك و لا بدولتك التي لا يساوي حجمها بالنسبة لأمريكا سوى بيت يتكون من غرفة نوم و قاعة جلوس ...ثم أدخلوني بعدها لغرفة عملياتهم المخابراتية و أملوا عليَّ شروطهم مقابل احتفاظي بالسلطة في بلدي و مد المساعدات لشعبي الجائع و العاطل عن العمل بإعاناتهم المسمومة بالتبعية و الخضوع...بعد خمسة أيام من توجيهاتهم و تهديداتهم لي عدت إلى بلدي... و بمجرد أن وطأت أقدامي المطار حتى عمّت الزغاريد و الطبول و الأفراح أنحاء البلاد و أعلن التلفزيون الرسمي لجمهوريتي العظمى : أن فخامة رئيس الجمهورية المختار محمد الدرعي قد عاد بطلا مظفرا من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن اجتمع بالرئيس أوباما و تحادث معه حول أمهات القضايا في العالم و اتفق معه على إيجاد الحلول الملائمة و الدائمة لها في أقرب الآجال كما اتفقا الرئيسان على بناء شراكة و تعاون تجاري و اقتصادي بين الدولتين العظيمتين ....و لم أصحو من حلمي إلا عندما أيقظني أحد أفراد الأسرة على الساعة الرابعة صباحا معاتبا بقوله : إن شخيرك قد عَلَى كثيرا هذه الليلة... أجبته: لا تخاطبني بهذه الطريقة أنا رئيس دولة الآن ...و ذاك ليس شخيرا بل هو حديثي مع الرئيس أوباما




كلب أعمال / المختار محمد الدرعي








كان لي صديق صاحب مطعم سياحي من فئة خمسة نجوم يقع بإحدى المناطق السياحية الفاخرة . و بحكم الجيرة كنت ألتقيه يوميا , فأبادله التحية و نتجاذب أطراف الحديث حول قضايا شتى ...و أذكر مرة أنه حدثني عن بعض رجال الأعمال الكبار و الوزراء الذين يترددون على مطعمه الفاخر و يسهرون حتى مطلع الفجر ..مطعمه الذي لا يختلف كثيرا عن الكباريهات , حيث تتوفر فيه أرقى أنواع المأكولات و المشروبات الكحولية و الراقصات و الفنانات المحترفات في إغراء و جلب أغنى أغياء الزبائن , و كان يصطحبني في الأثناء كلبي الشرس و المدرب على التصدي للأعداء . كنت و جاري دائما نجلس في ساحة المقهى المجاور حيث نترشف الشاي و يحاذينا الكلب .و مع مرور الأيام أُعجِبَ صديقي أيّما إجاب بكلبي و توسل لي كم مرة أن يشتريه مني فأبيت , فترجاني أن أعيره له ليلا ليساعده في الحراسة داخل مطعمه فوافقت . و صار كلبي يصطحب جاري كل ليلة للسهر و الحراسة في المطعم مقابل أن يتعشّى أرقى أنواع المأكولات هناك ثم يعيده لي صباحا . في البدء لم ألاحظ شيئا على الكلب عند عودته مع بداية كل نهار , لكن مع مرور الأسابيع لاحظت وجود احمرار بعينيه و بحّة في نباحه , حيث صرت أسمعه يردد حو حو بدل عو عو فسألت جاري : ماذا فعلت مع الكلب لقد تغيّرت طباعه و صرت أراه مترنحا في مشيته كل صباح ؟. فضحك صديقي و قال: لا تقلق عليه كل ليلة أكرمه أنت تعرف أن الكثير من أكلنا الأوروبي يُمزج و يُمرق بالخمرة . عندها عرفت سبب عودة كلبي يترنح كل صباح و يردد حو حو بدل عو عو إنه السكران السهران مع رجال الأعمال . ذات ليلة عزمت على زيارة مطعم صديقي من باب الفضول فرأيت بأم عيني كيف أن كلبي يأكل الطعام الممزوج بالخمرة و يرفع رأسه إلى فوق كما يفعل رجال الأعمال مرددا عوعو تماشيا و انسجاما مع صوت المطربة التي تغني موال ( يا ليل يا عين ) عندها إلتفت إلى صديقي و قلت له غاضبا :هذا الكلب أصبح كلب أعمال بحكم السهر مع رجال الأعمال ,من خالط قوم أصبح منهم , إن الطيور على أشكالها تقع .. لم تعد لي حاجة فيه خذه هو لك بلا ثمن , ثم انصرفت لا ألوي على شيء .





سيرة ذاتية لأحد الكبار



سيرة ذاتية

هو

من مواليد عام الطوفان

شاعر مغوار ,قاص مبدع ,و أديب عربي كبير , معروف على الساحتين : العربية , و الدولية , يكتب القصة , القصيدة الغنائية , يحرر عقود بيع و شراء العقارات , يكتب الخاطرة , يكتب تمائم لطرد الشيطان و إزالة السحر و التابعة , القصيدة النثرية ,و الموزونة...

يعالج مرضاه بالتمتمة..بالشعر العمودي.. بالأعشاب.. بالخاطرة ..ببخور الحرباء و الحنش و العفاريت ...

دائما يلقي قصائده المجلجلة,في المناسبات الثقافية الهامة , كحفلات الأعراس و ختان الأطفال ,على وقع الطبل و المزمار ...

صدر له عن دار ( طز ) للنشر و التوزيع ديوان شعري بعنوان : بيع الريح و الزوابع الرعدية للسفن الراسية في البحر.

صدر له عن دار الطرطور مجموعة قصصية بعنوان : حبك و الغرام

ترجمت جل أعماله الأدبية لأكثر من لغة و خاصة منها اللغة المسمارية و الطلسمية

حصل على عدة جوائز عالمية

منها جائزة : الخروف و الذئب العالمية للسلام

جائزة : جميلة الراقصة للآداب

و جائزة علي بابا و الأربعين حراميا للعلوم

تربى على يده الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الأدب : صالح , زيد , عمر , حسونة , خيرية , زهرة , وردة و

معمر... ( ليس معمر القذافي )


حمل العديد من الأوسمة لعل أهمها وسام الأوهام للإبداع الأدبي

هوايته

جمع الطوابع البريدية .. علب البلاستيك الفارغة ... الكلمات البذيئة

تبادل الصور.. الأراء و الرسائل الشللية....؟؟؟

الإستماع للأغاني الماجنة

و الرقص على إيقاعها




بقالة المتنبي : المختار محمد الدرعي






و أنا أتجول في شوارع المدن , يلفت انتباهي أحيانا ,وجود أسماء لامعة في عالم الأدب مكتوبة على لافتات المحلات التجارية و غيرها
مثل : بقالة المتنبي , المعري لبيع العطور , إبن خلدون لإصلاح الثلاجات , أمرؤ القيس للخياطة و التطريز ....
فتبادرت إلى ذهني فكرة , و تساءلت قائلا : ماذا لو يلجأ أدباء اليوم , إلى فتح مغازات ,و دكاكين أدبية ,يرتزقون منها ,في ظل تفاقم البطالة ,و التهميش في صفوفهم ؟ فنصبح نرى جنب دكان الحلاق : دكان القصة القصيرة ,لصاحبه زيد أو عمر ,و جنب ورشة إصلاح ماكينات الغسيل ,و الثلجات : بقالة العم مسعود للشعر العمودي .حيث يتولى بموجبه ,صاحب دكان الخاطرة , أو القصة , أو أي نمط أدبي آخر , تدريب الأدباء الشبان , و إصلاح نصوصهم , بمقابل يتناسب و أسعار المواد الغذائية في البقالة العادية, كالسكر , و الزبادي ,و الخبز , و بيض الدجاج , و غيره , أو أن يناسب أسعار ورش إصلاح
الثلاجات .... أليس هذا أفضل من استجداء الحكومات , عبر نصوص و قصائد المديح و التأييد باطلا , و بلا مقابل ؟






حكاية المشرف



التقيت به صدفة , كانت معرفتي به سطحية , إذ تعرفت عليه من خلال صديق لي , كان يحدثني , و كنت مشغلا بعض الشيء , بهاتفي الذي يرن , بين الفينة و الأخرى , و أذكر أن أذني قد التقفت منه كلمة مشرف , فأخذتها على أنه مشرف بإحدى الدوائر الحكومية , و قلت هذه فرصتك يا المختار !!! ...
سيحل لي مشكلتي مع الحكومة , و بدأت أقص عليه المشكلة ... المشكلة المتمثلة في كوني اشتريت قطعة أرض , تبين في ما بعد , أنها تقع في طريق عمومي حسب الرسومات العقارية , حيث منعتني الدولة من بنائها, لكنها في الآن نفسه وعدتني بالتعويض , الذي طال أمده ... قلت له : صديقي العزيز ,هل من الممكن أن تتدخل لفائدتي ,كي تمنحني الدولة قطعة أرض ,في إحدى الأحياء الراقية , بدلا من هذه التي منعتني منها ... فحدق فيّ مليا ثم قال : لقد قلتُ لك أني مشرف , بملتقى القصة القصيرة , في منتديات برق الليل ,و لست مشرفا مع الدوائر الحكومية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق