الخميس، 16 أبريل 2020

قصة قصيرة : الحب في زمن الكورونا

قصد إحدى المستشفيات القريبة من مسكنه بعد ليلة مليئة بالسعال و العطاس مع ضيق في التنفس وانسداد في الأنف لقد باءت كل محاولاته في علاج نفسه عبر شرب الإكليل و الزعتر و العديد الحشائش البرية بالفشل , طرق باب المستشفى في ساعة متأخرة من الليل , استقبلته ممرضة لا يكاد موضعا منها يخلو من الكمامات و العوازل البلاستيكية , أمسكت مرشا , صوبته نحوه قائلة له على طريقة أفلام الوسترن : ابق مكانك لا تتحرك لترش قامته من رأسه إلى أخمص قدميه ببخاخ التعقيم , قال لها وهو يلهث : إني أتنفس الصعداء بالكاد و كأنه يريد تذكيرها بذلك المقطع الشهير من أغنية قارئة الفنجان (إني أتنفس تحت الماء ) ,أجابته بابتسامة مخبأة تحت كمامتها العجيبة : أنت الآن تغرق في بحر الكورونا و علينا أن نجهز لك اسطوانة الأكسجين للتنفس و إلاّ فإنك ستغرق فعلا و تغادرنا إلى الأبد ..مكث في الإنعاش أكثر من أسبوعين كاملين تحت رعاية الممرضة ,خرج سليما معافى في النهاية و أعلن عقد قرانه على الممرضة مباشرة مبديا إعجابه و حبه لزمن الكورونا لأنه وضعه أمام رفيقة دربه .